الأديان والمذاهب في العراق

الأديان والمذاهب في العراق
ظهرتْ فكرةُ وضعِ هذا الكتيّب من رحمِ سلسلةِ لقاءاتٍ اتّفقتْ على عقدِها جملةٌ من المؤسسات الدينية العراقية تمثّلُ الإسلام (الشيعة والسُّنّة) والمسيحية والإيزيدية والمندائية.

الأديان والمذاهب في العراق
موجز تعريفيّ
مقدّمة
ظهرتْ فكرةُ وضعِ هذا الكتيّب من رحمِ سلسلةِ لقاءاتٍ اتّفقتْ على عقدِها جملةٌ من المؤسسات الدينية العراقية تمثّلُ الإسلام (الشيعة والسُّنّة) والمسيحية والإيزيدية والمندائية. وشهدت هذه اللقاءاتُ تعارفاً وتباحثاً في مسائلِ الحوارِ الثقافيّ والدينيّ، والعلاقةِ بالآخرِ المختلفِ دينياً وثقافياً، وجمعت شخصياتٍ دينيةً وأكاديميةً فاعلةً في مجالِ الحوارِ بين الدياناتِ والثقافاتِ. عُقدَ اللقاءُ الأولُ في كنيسةِ الكلدان ببغداد، والثاني في مندي الصابئة المندائيين ببغداد، والثالثُ في المجمعِ الفقهيّ العراقيّ في رحابِ جامع أبي حنيفة النعمان، والرابعُ في العتبة الحسينية في كربلاء، ومع هذه المؤسسات، اضطلعت بالدور البارز دار العلم للإمام الخوئي (أكاديمية البلاغي)، وشاركت بفاعلية مؤسسة (مسارات) وكرسي اليونسكو للحوار في العالم الإسلامي في جامعة الكوفة. في خضمّ النقاشات في هذه اللقاءات، اتفق المجتمعون على إصدارِ كتيّبٍ يضمُّ تعريفاتٍ تبيّن أبرزَ الأديانِ والمعتقداتِ العراقيةِ المثبّتةِ في الدستورِ العراقيّ وبحسب ترتيبِهِ، على أن يكتبَ هذه التعريفاتِ ممثّلو هذه الأديانِ والمذاهبِ بأنفسهم، وبحسب عقائدِهم وإيمانِهم.
هذا الكرّاسُ هو نوعٌ من تعريف النّفْسِ للآخر، ونوعٌ من تعريفِ الآخرِ للنّفْسِ. والثمرةُ المرجوّةُ من ورائِهِ تعزيزُ الفهمِ المشتركِ بين الثقافاتِ والأديانِ الذي سيُفضي في النهايةِ إلى تعزيزِ العيشِ المشتركِ، والقيمِ الساميةِ في المجتمعاتِ المختلفةِ. إنّه مادةٌ توضحُ أديانَ المجتمع العراقي للتعريف بها من خلال مرجعياتها المعتبرة، تُقدَّمُ في سبيلِ مواجهةِ القوالبِ الجاهزة في رسمٍ صورة الآخر المختلف في العراق، فقد انتشرت في أجواء الاضطرابِ والمِحَنِ التي مرّت بها بلادُنا تصوّراتٌ مشوّهةٌ عن الآخر الدينيّ أدّت في نهاية المطاف إلى صراعاتٍ داميةٍ أسهمَت فيها هذه التصوّراتُ الشوهاءُ، وما هذا الكُتيّب إلاّ إسهامٌ في بثّ وعيٍ جديدٍ نأملُ منه أن يجمع كلّ العراقيين على ما يرفعُ شأنَ بلادهم ويوحّدُ صفوفَهم.
ما زالت المؤسساتُ التي عملت على كتابةِ هذا الكرّاس التعريفيّ تواصلُ جهودَها المخلصةَ في هذه الطريقِ، وما زالت تحملُ رسالةً ساميةً نابعةً من التكليفِ الشرعيّ والمسؤوليةِ الأخلاقيةِ بإزاء بلدنا العراق، وبروحٍ منفتحةٍ وعقلٍ واعٍ يعملُ قادتُها وزعماؤها الروحيون معاً في تأسيسِ حوارٍ جديدٍ ينظرُ بعينِ الحكمةِ والتدبّرِ إلى التغيّراتِ الجذريةِ التي حدثت في العالمِ، وفي العراقِ خاصة، لتقدّمَ البراهينَ على حيويةِ العملِ الدينيّ المؤسسيّ، والدورِ الفاعلِ للمؤسساتِ الدينيةِ والزعاماتِ الروحيةِ، ومن ثمّ للدينِ إجمالاً، في ترسيخِ دعائمِ الحياةِ الكريمةِ لبني البشرِ، واستقرارهم الروحيّ، وسلامهم وطمأنينتهم.