استمر انعقاد الجلسات العلمية في اليوم الثاني حيث كانت الجلسة العلمية الثانية بعنوان (القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية)، وقد أدار الجلسة الأب البير هشام، أما المتحدثون فقد مثل الجانب الشيعي الدكتور عباس العنبوري رئيس مركز رواق بغداد ومن الجانب الكاثوليكي الأستاذ الدكتور رئيس الأساقفة فينجينسو باليا، حيث تحدثا عن التعايش السلمي من حيث الأسس والمنطلقات. وأما الحقوق والواجبات والحريات فقد مثل الجانب الشيعي فيها الشيخ الدكتور أحمد الخفاجي أستاذ القانون الدستوري في جامعة الكفيل، ومن الجانب الكاثوليكي الأب الدكتور أرماند بويج تارش.
وبعد ذلك الجلسة العلمية الثالثة والتي كانت بعنوان (الأثر الديني في عصر ما بعد الحداثة)، وأدار الجلسة فيها السيد الدكتور هاشم العوادي، وتحدّث عن الجانب الشيعي السيد د. وليد البعاج، ومن الجانب الكاثوليكي الأستاذ الدكتور ماركو إمباليازو، وقد تحدثا عن جدلية العلم والدين، ثم تحدّث من الجانب الشيعي الشيخ د. عبد الرسول الغفاري، ومن الجانب الكاثوليكي الأستاذ الدكتور يان دي فولدر عن التحديات المشتركة للأديان.
ثم عقدت الجلسة الختامية في العاصمة العراقية بغداد في البطريكية الكلدانية، حيث ترأس الجلسة نيافة البطريرك الكاردينال لويس ساكو، وتضمنت الجلسة مجموعة من الكلمات، حيث كانت الأولى للسيد جواد الخوئي، ثم كلمة البروفيسور أندريا ريكاردي، ثم النقاط الختامية والتوصيات القاها السيد د. زيد بحر العلوم مدير أكاديمية البلاغي والتي تضمنت عدة نقاط أهمها:
1- إن المقصود من الحوار ليس إلغاء الاختلافات ولا إذابة الأديان في بعضها بعضاً وإنما التركيز على العمل المشترك من أجل الخير للجميع.
2- الإنطلاق من المشتركات بيننا للوقوف معاً ضد التحديات الحديثة التي تواجه أبناء المجتمع.
3- إن البشرية بأمس الحاجة اليوم إلى العمل الجاد والدؤوب لتثبيت قيم المحبة والتعايش السلمي المبني على أساس رعاية حقوق الجميع، وهذا الأساس يمكن تأصيله من خلال الأديان.
4- اعتماد أسس إدارة التنوع الديني والعمل عليها، وهذه الأسس هي التعريف بالأديان من مصادرها الحقيقية، والاعتراف بالاختلاف كسنة فطرية، والتعرف كوسيلة لاستقطاب انظار العالم وتصدير الاختلاف كطاقة جاذبة، والعبادة لاستخدامها في إحياء القيم المعنوية والروحية.
5- هنالك أثر كبير للأديان في حفظ الأخوة بين بني البشر، والمحافظة عليها يتم من خلال التضامن بين أتباع الأديان.
6- عدم التعدي وتوهين مقدسات الآخرين ورموزهم والنيل منها، واستفزاز مئات الملايين على أساس مواقف شاذة تصدر عن بعض المحسوبين على أتباع هذه الأديان، ودعوة الأمم المتحدة والبرلمان الأوربي والمنظمات الدولية إلى تشريع قانون دولي لتجريم الاعتداء على رموز الأديان ومقدساتها.
7- الاقتراح بأن يكون في يوم 6 مارس من كل عام لقاء شيعياً كاثوليكياً بالتعاقب بين روما والنجف وبغداد.
وفي الختام سأل الجميع الباري عز وجل أن يوفقهم ويأخذ بأيديهم لما فيه الخير والصلاح.